يعتبر شهر أيار مايو شهر التوعية العالمي ضد سرطان الجلد. وتم نشر هذا المقال حرصاً من عيادتنا على المساهمة في التوعية المجتمعية ضد هذا الورم الجلدي الذي يزداد انتشاراً في العالم سنة تلو الأخرى؛ حيث أصبح أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في العالم، ولكن الخبر الجيد أنه من الأنواع القليلة التي يمكن الوقاية منها.
أنواع سرطانات الجلد:
يتكون الجلد من طبقات مختلفة من خلايا متنوعة في انقسام دائم. مصدر الخلايا المكونة لطبقة البشرة ( وهي الطبقة الأولى منطبقات الجلد)، هي خلايا تسمى بالقاعدية وتنقسم لتعوض الخلايا الميتة في الطبقات العليا والتي تسمى الحرشفية.
أما الخلايا الصبغية والتي تفرز صبغة الميلانين تعرف باسم (Melanocyte) وهي موجودة بين طبقة الخلايا القاعدية. كمايوجد خلايا أخرى تسمى ( خلايا ميركل) مسؤولة عن الإحساس في الجلد.
من المهم جداً معرفة هذه الأنواع لأن النمو غير الطبيعي فيها أو الانقسام والتكاثر غير المنظم يسبب ما يسمى بسرطان الجلد.
1. سرطان الخلايا القاعدية (BCC)
وهو أكثر الأنواع شيوعاً وينبع من الخلايا القاعدية في طبقة البشرة وعادة يكون في المناطق المعرضة لأشعة الشمس بشكلمستمر(مثل الوجه والرقبة والرأس)، يعتبر هذا النوع بطيء النمو
ونادراً ما ينتشر خارج نطاق الجلد.
2.سرطان الخلايا الحرشفية(SCC)
ثاني أنواع سرطانات الجلد شيوعاً. ويحدث عادة في المناطق المعرضة لأشعة الشمس من الجسم مثل الوجه والرقبة واليدين كمايمكن أن يحدث في الشفاه والأذنين وفروة الرأس عند أصحاب البشرة الفاتحة. قد يحدث أيضاً في المناطق غير المعرضة للشمسعند أصحاب البشرة الداكنة في مناطق الجسم المختلفة والمناطق الحساسة.
يمكن لهذا النوع من السرطان الانتشار إلى العقد الليمفاوية وخارج نطاق الجلد لذلك يعتبر أكثر خطورة من النوع الأول.
3.الورم الميلانيني(Melanoma)
وهو أكثر أنواع سرطانات الجلد خطورة ويعتبر المرض القاتل من أمراض الجلد. ينبع من خلايا تكوين الصبغة(Melanocytes) ويصيب كل مناطق الجسم سواء في الجلد العادي أو في الشامات الموجودة سابقاً على الجلد، وقد يصيبالمناطق المعرضة أو غير المعرضة للشمس.
تكثر الإصابة في منطقة أسفل الساقين أو في منطقة الجذع أو حتى تحت الأظافر.
4.أنواع أخرى نادرة مثل: سرطان خلايا الميركل أو (الكابوسي ساركوما).
عوامل خطر الإصابة:
يعتبر السبب الأول والأكثر أهمية في تحديد خطر الإصابة بسرطان الجلد لمختلف أنواعه هو التعرض للأشعة فوق البنفسجية (أ) و(ب) والناتجة عن الشمس، ولا علاقة لدرجة الحرارة بذلك. وقد يحدث الضرر أيضاً حتى في أيام الشتاء والبرد حيث تخترقالأشعة الضارة طبقة السحاب لتصل إلى سطح الأرض.
كما تسبب أيضاً الأشعة الناتجة من أجهزة التشميس الداخلي (Tanning beds) والتي تلجأ إليها العديد من السيداتللحصول على لون برونزي جذاب، نفس الأضرار السيئة على الجلد وزيادة نسبة الإصابة بالسرطان، هذا بالإضافة إلى الأمراضالأخرى والتصبغات والشيخوخة المبكرة والتجاعيد.
من العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة:
*التواجد في مناطق مشمسة دائماً ومرتفعة عن سطح البحر، خاصة المناطق الجغرافية القريبة من خط الاستواء.
*الأشخاص الذين يتمتعون بنوع بشرة فاتحة مثل (القوقازيين) هم أكثر عرضة من غيرهم.
*وجود العديد من الشامات البنية على الجسم أو في حالة وجود تاريخ مرضي للعائلة لسرطان الجلد.
*وجود تاريخ مرضي سابق لتعرض الجسم لحروق الشمس خاصة تلك المصحوبة ببثور في فترة الطفولة أو المراهقة.
*انخفاض في مستوى المناعة في الجسم.
*التعرض المستمر للإشعاع (خاصة المرضى الذين تعرضوا للعلاج الإشعاعي).
ماذا يجب أن نلاحظ على الجلد؟
يظهر سرطان الجلد على شكل كتلة شمعية أو صدفية أو عقدة صغيرة حمراء اللون وصلبة كما يمكن أن يكون على شكل ندبةحرشفية سطحها مليء بالقشور تكون عادة في الأماكن المعرضة للشمس باستمرار.
أما النوع الأخطر على الإطلاق وهو الورم الميلانيني (Melanoma) فيكون على شكل بقعة بنية اللون تضم بقع داكنةداخلها، أو شامة يتغير لونها وحجمها وملمسها وقد تنزف في بعض الأحيان.
تظهر هذه البقع الداكنة في أي مكان في الجسم وقد تظهر على راحة اليدين أو باطن القدمين أو حتى الأصابع أو الأظافر.
دليل فحص أعراض سرطان الجلد ِABCDE:
- تشير إلى عدم التناسق(Asymmetry) أي تكون البقعة غير متناسقة الأطراف.
- تشير إلى حدود البقعة (Border) وتكون عادة الحدود مرتفعة وغير متجانسة.
- تعني اللون (Color) وهي البقع الملونة بالألوان المختلفة مثل البني مع الأحمر والأبيض أو حتى الأزرق.
- يشير إلى القطر (Diameter) أي أن البقع أكبر من (6) مم وحجمها يزداد مع الوقت.
- تشير إلى التغيرات التي قد تحدث كعلامة غير صحية في البقعة(Evolving) كشعور الحكة أو النزيف أوالتقرحات التي إذا حدثت في البقعة البنية أو الشامة القديمة، يجب مراجعة الطبيب المختص.
العلاجات المستخدمة:
هناك العديد من العلاجات التي تبدأ بعلاج بسيط في حالات سرطان الخلايا القاعدية والحرشفية وتزيد إلى علاجات داخلية في حالات الورم الميلانيني.
- العلاج بالتبريد (النيتروجين السائل)
- الجراحة الاستئصالية.
- جراحة (موهس) Mohs.
- العلاج بالأشعة.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج الضوئي.
- العلاج البيولوجي.
وتبقى الوقاية دائماً خيراً من العلاج والوعي الكافي هو السر في اكتشاف أية أعراض غير صحية على الجلد لأن التشخيص المبكر هو المهم للمحافظة على الصحة والابتعاد عن الأمراض. نتمنى لكم السلامة والصحة دائماً.